آخر المواضيع

الاثنين، 20 يوليو 2015

القشابية ...الموروث النايلي

القشابية ...الموروث النايلي 


تعد القشابية النايليلة الجلفاوية من أجود وأفضل أنواع الألبسةالتقليدية
والتي يبدع فيها الحرفيون من خلال نوعية الوبركمادة أولية
 والذي يقتنى من طرف الحرفيين بأسعارباهضة
 تصل إلى8.000 دج و10.000 دج للكيلوغرام والخيوط السميكة التي تخاط بها

البرنوس الوبري
والمكان الأصلي لهذه الصناعة التقليدية هومدينة"مسعد"(جنوب الجلفة)التي تبعد 75كم عن عاصمة الولاية الجلفة، و375كم عن الجزائرالعاصمة
وصناعة القشابية و كذا البرنوس الوبري التي ذاع صيتها داخل البلاد وخارجها تعد نتاج إبداع مشترك تنسجه المرأة و يحيكه و يلبسه الرجل في أبهى حلة له في المناسبات و الأعياد كما أنه يقيه من برد الشتاء 
و قساوة طبيعة المنطقة،فالصناعة الوبرية أو بالأحرى الموروث   لا يزال يحافظ عليه الآباء و الأبناء فالاعتناء بهذه الصنعة تعتبر نموذجا رائدا للارتقاء بالصناعات التقليدية بولاية الجلفة.
الأدوات التي تصنع منها القشابية الوبري
  والقشابية أو كمايدعوها البعض "الجلابة النايلية "وهي مصنوعة من وبر الجمال لها مراحل أثناء صناعتها كما هو الحال أيضا للبرنوس الوبري أين تتفن المرأة النايلية في صنعه ابتداءا من اختيارها للمادة الأولية "الوبر" و التركيز على الجودة في النوع الذي يعرف بـ "العقيقة "ولمن لا يعرف العقيقة فهي عبارة عن وبر(المخلول) صغير الإبل في أول زجة له بعد ميلاده و من أجود أنواع الوبر على الإطلاق وصولا إلى مرحلة النسج فالحياكة إلى المباهاة بمنتوج يتهادى به الكثيرون و يعتبر رمزا للرجولة والشهامة وعلو الهمة.



 الوبر هو ذلك الذي يغطي أجسام الإبل و الذي يوجد بكثافة في جهة الرأس و الرقبة و الأكتاف في الإبل ذات السنام الواحد،ولمن لا يعرف معنى(السنام) فهوكُتَلٌ من الشَّحْم مُحَدَّبةٌ على ظهر البعير والناقة.
و تزداد كثافته في الإبل ذات السناميين نظرا لبرودة المناطق التي تعيش فيها و يمتاز الوبر بقلة توصيله (نقله) للحرارة و يختلف الوبر عن الصوف و الشعر بعدة ميزات أهمها:المتانة و الحفاظ على الحرارة كما يتميز بنعومة الملمس و لونه البني المتعدد الدرجات نحو الاصفرار حسب نوع و سن الإبل كما أن هناك اختلاف كبير في إنتاج الإبل من الوبر تبعا لعروق و سلالات الإبل.

و بحكم أن الممارسات الحرفية تعتبر من بين النشاطات الاقتصادية ذات الدخل المتجدد و ما يلاحظ أن العديد من العائلات الجلفاوية وبالأخص المسعدية اتخذت من الأنشطة الحرفية موردا لدخلها كما هو الشأن في مجال حرفة النسيج بأنواعه و على وجه الخصوص نسيج البرنوس و القشابية ،ولقد أشارت إحصائيات ميدانية قامت بها مديرية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و الصناعة التقليدية لولاية الجلفة أن 66 % من العائلات تمارس نشاط نسيج الصوف والوبر من بينها 83% تعتمد على دخل منتجاتها الوبرية         
 و الصوفية في معيشتها وهو الأمر الذي يعكسه حجم الإنتاج المقدر بأكثر من 30 ألف قطعة منسوجة يدويا خلال السنة من الوبر أو الصوف.
محل لبيع القشابية والبرنوس النايلي
الحياكة هي الفن الذي يرقى بالصناعة الوبرية كحرفة تقليدية لها مكانتها بحيث تتنوع الخياطة بحسب الطلب وبحسب الفنيات و اللمسات التي تضفي طابعا خاصا على المنتوج المحلي.


ومن المعلوم أن سعر حياكة(صناعة  أو خياطة) الجلابية " القشابية " يتراوح بين 1000 دج و حدود 10آلاف بحسب التزيينات المختلفة في ما يتعلق بـالبادرة( الصدرة ) الجهة الأمامية للجلابية و بحياكة يدوية باستعمال المشدول " البشمار "و الفتلة(التيال) و تزينات أخرىكـالنواشة الوردة 
و القمر( بضم القاف ) و الذي يأتي في مؤخرة غطاء الرأس(القلمونة).


هذا و يستغرق الحرفي في صنعته أسبوعا كاملا على أقل تقدير و ما بين أربعة إلى خمسة أيام في ما يتعلق بـالبرنوس و سعر حياكته اقل تكلفة من الجلابة. من جهة ثانية تتراوح أسعار البرنوس الوبري بين 30 ألف و80 ألف دج في الأسواق الأسبوعية التي تعرض فيها المنتوجات على خلاف الجلابية التي تتباين في سعرها بين 15 ألف دينار إلى حدود 50 ألف دينار و في بعض الأحيان ترتفع الأسعار بحسب الجودة و كثرة الطلب.

 
جميع الحقوق محفوظة © عادات وتقاليد الجلفة